بسم الله الرحمن الرحيم
أكدت عدة أبحاث طبية منافع الضحك وأثره الإيجابي على عضلات القلب والرئتين ، لكن الأبحاث الأخيرة أكدت أن إيجابياته لا تقتصر على المنافع الجسدية والعضوية فحسب ، فهناك عددا آخر من الإيجابيات التي تشمل الجانب النفسي أيضا، فالمشاعر والأحاسيس السلبية تخلق بداخل الجسم تغيرات كيماوية سلبية ، أما المشاعر الإيجابية فتمنح صاحبها إحساسا بالأمان والهدوء، وهذه المشاعر الإيجابية غالبا ما يكون مصدرها الضحك، لأنه يعطي الشخص ثقة في النفس، ويجعله ينظر إلى الحياة بنظرة إيجابية، ويطرد من رأسه الأفكار السوداوية، لسبب بسيط هو أننا عندما نضحك لا نفكر، كما يطرد عنه الخوف ويجعله يستصغر المشاكل، أما الطبيبة ويليام فري فتذهب إلى أبعد من ذلك عندما تقول :هل تعاني من الأرق؟ إذن اضحك كثيرا قبل أن تنام، وعندما تتعب من ذلك، اضحك مرة أخرى لأنك عندما تفعل ذلك فإن جسمك سيشعر بالتعب، وسيتغلب على الأرق كنتيجة طبيعية لذلك، أما إذا كنت تعاني من الخجل فإن الضحك يمكن أن يكون أفضل علاج لذلك، لأنه يساعدك على التغلب على مشاعر الخجل والتأقلم مع الجماعة، وهو الأمر الذي يساعدك في إقامة علاقات اجتماعية ناجحة. من هذا المنطق، قام عدد من المستشفيات بتخصيص أجنحة كاملة للعلاج بالضحك،وتعاقدت لهذه الغاية مع عدد من المهرجين والكوميديين، خصوصا بعد أن بينت التجارب السابقة أن الأطفال الصغار يتماثلون للشفاء بشكل أسرع مع الضحك والألعاب المسلية، لكن كيف تستطيع هذه الحركات البسيطة التي تقوم بها أفواهنا تحقيق كل هذه المنافع؟
الجواب سهل وبسيط للغاية، فالجسم يفرز، مع كل ابتسامة وضحكة، مجموعة من المواد والعناصر الإيجابية للصحة، وكمثال بسيط على ذلك، فإن الدماغ يقوم بإفراز مادة الأندر وفين التي تشبه في خصائصها العلاجية مادة المورفين، والتي تلعب دورا فعالا في تسكين حدة الآلام، كما أن الجسم يفرز بعد الضحك مادة الأدرينالين التي تمد الشخص بجرعة إضافية من النشاط والخيال، ومواد تحسن المزاج، وأخرى غنية بعناصر مهدئة.
منقوول